الاثنين، 24 أكتوبر 2011

تونس تنتخب

                                                         تونس تشهد حضورا قويا, لفلول  المخلوع.


كتب إبن الجنوب,


                     ردا على تعاليق قرائنا الكرام , و قبل الدخول في مقال الليلة,  يمكن تلخيص التعليقات , التى وردت فى آخر مقال,  فنذكر أننا نكتب عن قناعة , و لا يمكن أن يبقى ترابط بين المقالات  في زمن التحولات , إذا وقع تفكيك الترابط السياسى , الذي من أجله أيدنا فكرة أو وضعا .
نعم نحن ساندنا مثلا سيد المقاومة, و كنا من أنصاره , فخذلنا  و خذل الشعب السورى,و إستخلصنا أيضا عن قناعة عدم جدية مساندته لحقوق الإنسان, و يكيلها بمكيالين  , !!! فهل سأستمر فى وضع ثقتى لمن ينكر حق الشعب السورى في الكرامة و الديمقراطية و لا يدين إنتهاك حقوق الإنسان هناك و يدينها في البحرين ?  هذه الإزدواجية لا نقبلها,  و يعلل الرفض كما علله أخى عمو زياد ,… دعوة صهيونية .نحن أصحاب رأي مستقل, و لسنا تابعية لأحد, ليس هناك أنصاف مدافعين عن حقوق الإنسان, و لن يستطيعوا غسل أدمغتنا, لا حسن نصر الله و لا ألف حسن نصر الله, الصديق من صادقك القول, و نحن لسنا من الصحافيين مطأطئى الرؤوس, أمام أسيادهم و أولياء نعمتهم  هذه مقدمة ردا عن الذي يفتش عن الترابط.
أنا لن أربط نفسى  بمجتمع لم يعد مجتمع مقاومة , بل مجتمع نزعت عنه هالة المقاومة, و أصبح مطية للتمعش , و هذا تفسيرنا لعدم إدانة ما يحدث في سوريا , و هذا يذكرنا بمنظمة التحرير الفلسطينية أو شبح السلطة , تذوقوا الفساد , و إنعكس على العائلة التى تعودت على نمط عيش . 

الثوار أطلقوا  إسم قدوفة تصغيرا للقدافى, أنا نقلت صيحاتهم ,و هم يجرونه حيا  كالخنزير, نحو مصيره المحتوم, و هناك إغتصبوه كأبشع ما يكون الإغتصاب , إحدى جرائم الحرب وقعت و ننتظر من الجهات الدولية محاكمة المسؤولين,  ثم أنا كتبت, و إذكروا موتاكم بخير, على ماذا يلوموننى من يتلحفون بملقنى الدروس في الأدب و أخلاقياته ? و لكن عشق سوء النية, صم قاتل .
أبو العبد, ما كان يسألنا سؤالا حول الأسلحة و هو سيد العارفين , لو أننا طبقنا سياسة بريمر, الذي حل الجيش العراقى, أنا من مؤيديه فى هذه النقطة بالذات, ماذا فعلت لنا هذه الجيوش ? لا هي حررت فلسطين و لا هي قامت بالمشاركة في عملية التنمية و الإصلاح الزراعى,  رأيناها تحارب و تقتل الشعب, الذى من أجله بعثت لحمايته, و أصبحت من الجزائر إلى سورية , عصابات إجرام, و تحلب بها الدول المصدرة للأسلحة  شعوبنا, لتصبح دولنا, مصبات خردة, من قطر إلى آل سعود.
مقال الليلة, سيأخذكم إلى بلد الياسمين,تونس, كل حدائق  بيوت هذا البلد الجميل, يفوح منها أريج  الياسمين, خاصة عندما تمزج إلى أغانى مثل تحت الياسمينة في الليل المنبعثة من المقاهى في الأحياء الشعبية,   هذه الأغنية التى  إستمعت إليها لأول مرة, من المرحوم المطرب الهادي جوينى بترنيمات صوته الممتع, عندما توقف ببيروت  في طريقه إلى الأراضى المقدسة سنة 1966.
ما لفت إنتباهي  هذا الصباح  هنا في تونس, عناوين الصحف, قبل 23 تشرين الثانى ,و  مشهد اللامبالاة الذي نقلته   عن المواطن التونسي للإستحقاق , الذي سيسمح لمجلس دستورى  منتخب ,  أن يخط له دستورا  بالتوافق , لأنه في ظل 117 حزبا, و في ظل قانون النسبية , و أكبر البقايا ,لا أحد يمكن له الحصول على الأغلبية  المطلقة  , و بالتالى لن  تضيع الأصوات .
المشهد الثانى,  ظهر بوضوح في النزعة الإنفرادية,  بما أحصيناه من 117 قائمة مستقلة, 30 منها  يتزعمها فلول المخلوع  أو البورقيبيين , دون الكلام عن الأحزاب التى  سمح لها بالظهور, و التى يراسها وزراء العهود البائدة , حتى من سلم جوازات سفر ديبلوماسية للمخلوع بعد الثورة ,  يعنى خرجوا يسقوط 7 تشرين الثانى ,,1987 ,و السقوط المدوي 14 يناير ,2011, أخرجوهم من الباب, رجعوا  الشياطين من الشباك.
مشهد ثالث  مريب ,و بينما الحملة  توقفت قانونيا, و دخلنا يوم الصمت الإنتخابى , إستمرت أجهزة الدولة, و من لف لفها, من إذاعات و صحف, أممتها بعد 14 يناير, في التحريض على الذهاب إلى  مراكز الإقتراع, و كأنى بها تريد كسر توقعات كل الملاحظين, الفوز الساحق لحركة النهضة ,  التى قامت بتجاوزات من شراء أصوات, و حمل الناس من بيوتهم للتصويت ,نظرا لبعد المسافة, و هذا يفقدها حرية الذهاب,  بل يسقط تحت جريمة إنتخابية, يراد من ورائها الضغط ,خاصة في القرى  و لدى القبائل و العشائر .
نحن نؤكد الليلة, فوز حزب النهضة, حسب كل ما يتسرب من وصول نتائج جزئية , ب 30 %  ,من 217مقعدا , قرابة 65مقعدا , و لكن الذي ينغص عليها هذه الفرحة النهضة, أن مجموع الأصوات التى تحصلت عليها على أكثر تقدير, مليون صوت, أي 25 بالمئة من المسجلين   4 ملايين, من جملة 7 ملايين يحق لهم التصويت   و عشرة بالمئة من مجموع الشعب التونسى 10 ملايين, أن  هذه النتائج التى و بدون أدنى شك  ستقترب  من الحقيقة عند نشر النتائج غدا . بأكثر من 48 ساعة تأخير .
 حسب ما شاهدت  ستكون الرابحة الأولى  النهضة بأغلبية نسبية, و ليست مطلقة ,و يدها ستبقى مغلولة, رغم أنها   تلقت مساندة غير مباشرة  خاصة من الجزيرة, و الأهم   أتى بها  يوم أمس السيد مصطفى عبد الجليل, رئيس المجلس الإنتقالى الليبي, حيث أعلن التحرير من بنغازي,  لعدم تحكمه في العاصمة , و توقفت سلطته من مصراتة حتى راس جدير, نقطة حدودية مع الجارة تونس,  ألقاها  عبد الجليل , قنبلة إنشطرت بها  بقية الأحزاب التونسية ...نعم ليبيا دولة سنطبق فيها الشريعة الإسلامية  و كل ما يتنافى  مع تعدد الزوجات و  روح الشريعة سيلغى... عندما تكون هذه أولوية حكام ليبيا تتكون لنا فكرة عن الجماعة , .ماذا يريد حزب النهضة أكثر من هذا التأييد ?, كالمثل القائل ....إعمل كيف جارك أو حول باب دارك ,...ثم هل هذه هي أولوية في ليبيا المحطمة  و التى تريد البناء ?
لا حظنا أيضا   في تونس خلطا بين حملة إنتخابات تشريعية و أخرى تأسيسية , نتيجة الفقر المدقع الذى تركها فيهم, كل من إعتلى دفة الحكم , منذ ستة عقود., و نجدهم اليوم في رئاسة الجمهورية و الحكومة المؤقتة .
الآن من سيأتلف مع حزب النهضة ? و ما هي التنازلات التى ستقدم له, في خيانة لأصوات أصحابها, حيث لم تأخذ آرائهم, و هم أي الأحزاب , يعرفون أن لا مفر من الإئتلاف, و خيروا إبقائه تحت جناح الصمت قبل 23 تشرين الأول.
الآن في كل صراع سياسيى هناك الرابح و هناك المهزوم, و على المهزوم  الكبير أحزاب العلمانية ,و على رأسها الحزب الديمقراطى التقدمى,  تفتقر أمينته العامة, التى قادت الحملة ,إلى كاريزما, و خانها مجتمع, مهما قلنا عنه,يبقى ذكورى الإتجاه, أن تهنئ النهضة,  و النهضة عليها أن تعتبر أن فوزها ليس نهائيا , و إذا لم تنجح في المسار الدستورى, و تحاول قلب الطاولة,  يمكن تعويضها  بالأحزاب الخاسرة اليوم , و قطع الطريق عن الأحزاب الطاغية, و السياسات المهيمنة, و الأحادية,  و ترجع إلى الشعب  في كل المراحل .
هل سيكون رئيس المجلس التأسيسى الغنوشى ?  و هل سيعين مؤقتا في رئاسة الجمهورية متأسلم ? و رئاسة الحكومة هل ستبقى لدى السبسى ?
الأيام القادمة, و بعد عيد الإضحى , و إنقضاء مدة الطعون, تكون توضحت الأمور لكل الفلول, حتى تلك التى إنتمت إلى الحقبة البورقيبية , أو المخلوع زين الهاربين.

تصبحون على أمن و أمان

إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق