الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

شرعية الشارع ,شرعية السجن ,و شرعية الصندوق

شرعية الشارع ,شرعية السجن, و شرعية الصندوق
كتب إبن الجنوب,
                   أحترم كثيرا المعلقين , على كافة مشاربهم , بما أنهم أخذوا من وقتهم و قرؤوا ,هناك من يعشق جلد نفسه , لا  تروق له مقالاتى , و هذا حقه ,و لكنه لا  يتمالك نفسه على قراءتها  تحت المعطف ,و إحترامنا للقارئ   ينبع من هذه النقطة بالذات , أي إنه يشارك في الحوار, يبدى رأيه ,و يفرغ ما في فؤاده من غضب ,على غيرنا عبرنا.
إبن الجنوب ليس كاتب عواطف ,و إيديولوجيات , و الأخذ بأهواء اصدقائنا ,كتبنا منتقدين  أوسلو , و إبتعد عنا اصدقائنا ,مرورا بمصر, و تونس ,و اليمن , و  حزب الله ,وصولا إلى الأسد .
خيارنا  لم يكن صعبا على الكاتب, خسارة صديق أقل إيلاما من خسارة ضميره , و أنا لم أجد ,خ.ع.أ ,ترحم على شهداء  ثورة سوريا من الطرفين , و هذه نقطة إخلاقية  أهم من كل خربشاته.
ثم أنى لا اسمح لنفسى ,و لا المقام الذي نكتب فيه ,أن نصف أي كان الإختلاف  ,أنك  يا ,خ.ع.أ تشرب شيئا آخر ,هذه تسمى قضية نوايا  ,في فرنسا يسمونها procés  d’intention   ,و أنا أتفهم غضبك جيدا ,عندما تكتب ...و ظلم ذو القربى اشد مضاضة...و لكل هذا نحن نتقبل من الشعب الفلسطينى و أقلامه ,أنتقاداتهم اللاذعة ,فهى لا تقارن بما يعيشونه من ظلم و حيف  ,من بنى عمومتهم ,في ديار اللجوء ,و لكن من حبنا لهذا الشعب ,نقول له لا تراهن على الأنظمة ,إنها زائلة ,و لا ترهن جزءا منك مثلا, لنظام مجرم في سوريا ,و لا تعتقد أن سماحة حسن نصر الله سيحرر القدس ,لأنه إلى اليوم لم يحرر مزارع شبعا , بضعة كلم مربعة , و لا نقبل أن لا يندد  صديق الأمس بجرائم تسقط ضحيتها ابرياء سوريا.
أبو البلاوي ,هذا ملح التعاليق ,بدونه الطبخة لا تستقيم ,ربنا كما خلقتنا ,هو هكذا , نعم   يا سيد أريد تدمير الأنظمة الفاسدة على رؤوس أصحابها ,و أنا جزء من الرأي العام , نساء و رجالا ,من الذين ينخرطون في هكذا رؤية.
لسنجق اقول ,لست متقلبا ,و لكن لن ألوذ بالصمت ,عندما تنتهك الأعراض ,و يصمت أصدقاء الأمس ندينهم ,و ندد بصمتهم ,عوض أن يبصق التاريخ على قبورنا ,و أبناء  شباب هذا الجيل و الجيل القادم  ,...أين كنتم عندما هاجمت الدبابات السورية الشعب ...?و نفس الشى قاله  من يتنفسون حرية ,لما وقع  بالمجر لرؤساء دول,صمتوا عندما هاجمت الدبابات الروسية المجر, في الرابع من تشرين الثانى 1956 ,حيث الشعب ثار ايضا ضد الإجرام السوفياتى ,من 23 تشرين الأول 1956إلى 10 تشرين الثانى 1956, و كانت حصيلة الثورة التي سحقت على مدى 19 يوما 2500 شهيدا , و 200 الف لاجئ , و إفغانستان  التى محقت محقا  منذ 11 سنة, و الخنزير  شوا رزتكوف مع المارشيل فيلد أحد أبناء آل سعود  صاحب  صحيفة الحياة اللندنية التى إشتراها من آل مروة .,كيف مزق شعب العراق.و ليست إيران التى حطمت العراق ,هذا نقوله للتاريخ, و لكنها صمتت, و هذا غير أخلاقى .
أبو العبد أرد عليه أن خربشته لا غبار عليها ...الجامعة العربية ضالعة بالمؤامرة ..جاءت على لسان قلمه ,و ليس على لسان حسنين هيكل , لذلك أتحفته بصورة لا فتة.... تحية حب و  إكبار للجامعة العربية صاحبة القرار  ...نحن شعب لا نعرف ماذا نريد ,إنتقدنا الجامعة لأنها لم تقم بدورها إبان أزمة العراق ,و ننتقدها اليوم عندما قامت بدورها , حددوا موقفكم  , و سووا صفوفكم يهديكم الله.
نمر إلى موضوع الليلة ,حيث حضرنا بالأمس إفتتاح المجلس الوطنى  التأسيسى بتونس, لكتابة دستور الجمهورية  الثانية .
من الناحية الشكلية , رأيت إحتفالا محليا ,لا يليق بثورة 14 يناير, غابت عنه العديد من الشخصيات العالمية  , و التاريخية ,التى ساهمت عالميا في تدمير أنظمة الفساد الشامل.
شاهدت رئيس الجلسة  أكبر النواب سنا  ,يسبح في جهله ,و لا يحترم جدول الأعمال, و صب الزيت على النار.
شاهدت نائبة  ,تنتمي إلى حركة  النهضة ,يعتدى عليها , بجرها من شعرها  أحد المتعصبين , و هذا مرفوض , و لكنها أيضا إستفزت الشعب بتصريحات  حول الأمهات العازبات ,و التبنى , وكان بمقدورها تجنب الجمهور, و لكنها نزلت من سيارتها بهيبة المتحدى ,و هي اليسارية  التى غيرت إتجاهها إلى اليمين !!!
شاهدت صحفيا من فضائية نسمة ,مهما كانت إتجاهاته ,لا يحق لمن لا يشاطره آراءه أن يعتدى عليه , لولا إحتمائه بسيارة الأمن,  و لم يسلم حتى بعد أن إمتطى سيارته.لا يلوى عن شئ.
شاهدت من داخل  القاعة ,نوابا يستنكرون دخول مجلة المغرب الناطقة  بالفرنسية العدد الثالث ,توزع    على مقاعد العريضة  فقط !!!  في فترة إستراحة بين رفع الجلسة  للغداء, و رجوع النواب لجلسة ما بعد الظهر, دون أن يحرك أمن المجلس ساكنا , و ما جاء في هذه المجلة ,إحتقارا لنواب العريضة ,التى كان يتزعمها من لندن الهاشمى الحامدى, رجل الغموض  ,و لكنه ذكيا , لعب على التنافس السعودي القطرى ,أو لنقل الوهابى القطرى , و الذي أسدل على الإنتخابات شبهات ,ما إنجر عنه خروج رئيس الحكومة المرتقب حمادي الجبالى بوصف منطقة سيدى بوزيد مسقط رأس الحامدى صاحب  فضائية المستقلة ,إن منطقته لا تفرق بين صحن فضائية ,و صحن لدعك الكسكسى !!!!الله أكبر ,يعنى وصلت القضية إلى الحقرة !?ما جعل الحامدى يصرح أنه لن يرجع إلى تونس مادام الجبالى سيكون رئيس حكومة !!!! إلا أن مصادر أخرى !سربت لنا ما مفاده إنه! مطلوب للقضاء حول رشوة منحت له من أزلام المخلوع لتلميع صورته ,هذا الرجل المتقلب المزاج كتب على الفايس بوك ,وظيفته رئيس جمهورية !!!و هو لا زال يضرب أخماسه في اسداسه اين سيكون محل إقامته بقصر قرطاج أو في حي التضامن الشعبي? لو كنت محله لن اغير محل إقامتي إلى حي التضامن.
 على كل الرجل أكل من كل الطناجر السياسية و هذه المرة سحبوا طنجرة النهضة منه  ,وعزاءه في نوابه  التى تعد  لا ئحته العريضة ,القوة الثالثة بعدد مقاعدها 26 قبل الإنشقاق المفتعل ,طبعا الرجل شعبوي ,وعد  بمجانية التداوي ,النقل العمومي, لما هم ما فوق 65 عاما , 150 دولاراشهريا  للعاطلين مقابل يومين من العمل للمجموعة العامة !!!  ديوان للمظالم ,ديوان للزكاة , وزارة المهاجرين , و تناسى الأهم ,توزيع كوبونات البنزين على صغار الموظفين, يعنى تريدوننى أن لا أتفهم الذين صوتوا على العريضة  ,بينما التكتل  بعدد مقاعده 20 ,يخرج عن حلفائه الطبيعيين ,و يصبح زعيمه  رئيسا للمجلس ,ب145 صوتا , و المعارضة لم تفز إلا ب 68 صوتا .
الملفت للنظر أن لحظة إداء القسم  الجماعى ,الكل وضع يده على القرآن الكريم ,إلا  رئيس التكتل , رئيس المجلس الدستورى مصطفي بن جعفر.
فى جلسة ما بعد الظهر, تبين للكتابة أن أصغر النواب كنائب للرئيس المؤقت ,لم يكن كذلك, وتم تعويضه, كما تم الإعتذار عن عدم تسجيل أسماء  بعض شهداء الثورة ,90 شهيدا, ليصبح عدد شهداء ثورة التوانسة, رحمهم الله ,285 شهيد ا بينهم 4 من الجيش, و هي  لعمري حصيلة رغم إرتفاعها ,إلا أنها  تبقى ,لا نسبة و لا مناسبة , بينها و بين ما نعتبره حصيلة عشرة أيام , من مجازر المجرم بشار المستمرة منذ آذار.
في ختام الجلسة طلب الرئيس المؤقت ,أن يأخذ النواب معهم المصحف الشريف حتى يتذكروا أنهم أقسموا عليه.
شاهدت و  وإ ستمعت إلى  النائب من النهضة  ,صديقنا الصادق شورو, يصرح الساعة 13.15 بتوقيت هانوي العرب ...نود أن تسود بلدنا الروح الإسلامية  و القوانين الإسلامية !! ?و لو اضفنا تصريح الأحد 13 من هذا الشهر لحمادى الجبالى الوزير الأول أو رئيس الحكومة المقترح بصفته أمينا عاما لحزب النهضة...إبشروا بخلافة سادسة قريبا ...
الملفت للنظر أنهم قالوا إنهم يمثلون الشعب بينما أمناء الأحزاب لا زالوا يضعون عى رأسهم قبعات أحزابهم
هكذا تشكلت اللوحة  بإزدواجية اللغة ,  و تدفعنا إلى التساؤل أي شرعية هذه التى ستحكم  في التوانسة ?هل هي شرعية الشارع التى يتعرض فيها الراي الآخر للعنف ? هل هي شرعية السجون لأقطاب حركة النهضة  من خلال تصريحاتهم المزدوجة ?تجعلنا نتسائل هل النهضة إختارت شارعها  أم ان الشارع إختار نهضته من كبوة ? أو شرعية الصناديق ?و هذه الشرعية المنكوبة اليتيمة , لو أطلقنا عليها الممانعة ,هل يمكن أن تسقط ديكتاتورية من يتقاسمون الكعكة.
كنت  و لا زلت دائما أكتب ,مطالبا بقراءة التاريخ,و حركة النهضة لم تقرا جيدا التاريخ ,بينما هي تريد التقدم كأغلبية ,الواقع يفرض عليها قراءة جيدة ,تكبح بها جماحها ,فهي لا تتمتع إلا بمليون صوت ,من جملة  7 ملايين, يحق لهم الإنتخاب ,و تقدم لضناديق الإقنراع 3.156.113 مقترعا ,و لم تقرأ تسلم حماس لهدية ملغومة ,من أبى مازن ,بتشكيل حكومة , بينما كان بإمكانها مسك التشريعى و تتدلل كما يحلو لها .
النهضة سقطت في خطأ , لم تقرا له حسابا ,عندما إعتقدت أنه بإمكانها إستنساخ النموذج التركى  ,بما أن السيد مرشد الحركة الشيخ الغنوشى ,و من الهيام ما قتل ,تناسى أن حزب العدالة في تركيا دخل السلطة من صناديق البلديات , و إختلطوا بالشعب ,و مشاكله ,اليومية بينما مرشد حركة النهضة, أتى بعد عملية إختراق القصر من طرف إنشقاق داخلى لقوات أمن و جيش , و هو لا دخل له البتة بأية ثورة يركب عليها الآن, و نفس الشئ الذى أتى بجبهة الإنقاذ في الجزائر إلى الفوز الساحق ,كما بيناه في مقال  تحت عنوا ن    عسكر الجزائر  في حشرجتهم الأخيرة ...بتاريخ..19.11.11  فارتعدت فرائص العسكر و إنتصبت المشانق  عشوائيا ضد الجبهة .
الشعب ليس بحاجة إلى وعاظ أو مرشد المجلس الأعلى للقضاء كما يطالب به السيد الغنوشى  ,
الشعب يريد حكومة إنقاذ ,بعد أن اغلقت 60 وحدة فندقية ,و 800 ألف عاطل ,و 25 بالمئة من الشعب يلامس خط الفقر.
 نغادر تونس غير متفائلين , بتحالف ضد طبيعة الأشياء ,يمين مزدوج الخطاب, يريد  تطبيق القوانين الإسلامية ,و تكتل  يسار ,منخرط في الإشتراكية الدولية , رافضة لعقوبة الإعدام , و رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية   ليس  من جماعة الوفاق الوطنى ,بما أنه اقصى العريضة   القوة الثالثة26 مقعدا  تنازلا للنهضة خصم العريضة حتى الموت , لأنها وعدته بمنصب رئيس الجمهورية المؤقت , و جاؤوا بالتكتل جحيش سياسيى ,كما يقول خصومه ب 21 مقعدا , رموا له منصب كاتب جلسات المجلس.
كان من الممكن  لو كانت هناك ديمقراطية حقة , و أرادوا التعددية ,كان بإمكان النهضة أن تبقى في المعارضة ,لأن المؤتمر ب 29 مقعدا ,العريضة 26 ,التكتل 21ا,لتقدمى 15,القطب 5 ,مختلفة 12 مقعدا =اغلبية 108 و لكن في غياب زعامة ,وصلوا إلى هكذا نتيجة  فضحت الساسة  ,أن همهم السلطة ,و لو أدى ذالك إلى خيانة ضميرهم , و إختلقوا شرعيات على هواهم , شرعيات مناسباتية ,شرعية الشارع , شرعية السجن ,و شرعية الصناديق .
تصبحون على أمن و آمان
إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق