الاثنين، 9 أبريل 2012

لا تحرمنا من عطفك يا ثورة .

لا تحرمنا من عطفك يا ثورة .
كتب إبن الجنوب,

                 كالعادة ,تحركت شهوة خصومنا , للخروج  إلى ما تعودنا عليه, من متساكنى البؤر الظلامية , و يخطئ  من يعتقد  بكثير من التفاؤل لمستقبل المنطقة  و القضية الفلسطينية , في ظل حكم السلفيين  و الشريعة , ليس لأنى لست من هواة ترشف قدح شاى مع  هؤلاء , بل لأننا  لسنا في واحة فيحاء بين سماء و نخيل , نعيش لوحدنا , بل هناك محيطا آخر حولنا , وقع إرهابه , بكل هذا الكم من الصور  للحي المتدلية ,و الرايات السوداء و الخضراء ,عوض راية الوطن ,التى توحدنا , إضافة إلى الإعتداءات الشخصية  على ساسة لم ترق لهم سياسات المشعوذين و المتمعشين  من دم  الشهيدات و الشهداء, وفي جانب آخر دور سوريا في لبنان يؤكد كلامنا , ومع الأسف لم أجد معلقا واحدا  , من جهابذة  السياسة ,يشرح لنا ,ما هو الأهم, تحرير الجولان ,أو التدخل في شؤون بلد جار, و إرغامه على تذييل ما يذيله , و نشر إسلحة ضد السلطة الشرعية , هاهو اليوم يكتوي بنفس السياسة المتوخاة من قبله ,.
بعد هذا الرد على مجمل التعاليق ,التى تلت آخر مقال  ,إتركونا  نمر إلى موضوع الليلة , و هو عندما تأكل الإنقلابات العسكرية , المسماة  زيفا و بهتانا ثورة الربيع إبنائها, و الله لا يحرمنا من عطفها علينا ,كما غنى الصوت الحزين ,المرحوم فريد الأطرش , و لو إنى أردت الكتابة في موضوع آخر....سرايفوا حبيبتى ...و حول المذابح التى تعرض لها المسلمون في مسطار و سراييفوا, إثر تحلل دولة ,جوزيف بروز تيتو ,يوغسلافيا سابقا ,  من تطهير   عرقي ,و هي على بعد 120 كلم من فينا , في قلب أوروبا , و 43 شهرا من الحصار الصربي, و لو كانوا من ديانة أخرى  أهلنا بسراييفوا و مسطار,هذه  التى تقتل و تطهر عرقيا , ابناء الشعب الفلسطينيى منذ 64 سنة  ,هل ستكون نفس إجابة القوى العظمى اليوم و التفرج علينا ?
من تذكر هذه المذابح اليوم بعد مرور 20 سنة,يوم 6 نيسان الماضى ?
من ذكر جيل  ولد ما بعد هذا التاريخ أو قبله بسنوات حتى سنة 1975 بهذه الهجمة الشرسة الحاقدة على الإسلام ?و عايشناها مباشرة ,و مع الأسف لم يكن هناك على عين المكان من الصحافيين العرب بخوذته الواقية, و الصدرية ضد الرصاص ,إلا صحافيا واحدا ,ينتمى إلى تلفزة عربية ,و  و إنتقل الآن إلى الجزيرة ,و البقية وكالات أنباء أجنبية . 
ثورتهم تأكل أبنائها يا جماعة,مأساتهم تنتقل بميليشاتهم ,زنقة, زنقة , و تزداد الجراح  عمقا,  و دراما تعيشها ليبيا ,طوارق من جهة,و متمعشى الثورة من جهة أخرى ,و كل يوم ليبيا تشهد إنحلالا و إنخراما و تسيبا , الجنوب يريد نصيبه, و الطوارق مشوا على نفس خطى طوارق مالى الحدودية ,و كميات هائلة من الأسلحة تتهاطل,و لست أدرى هل تلقى من السماء بطائرات تخرق المجال الجوي الليبي, أو من مهربين,الأكثر إحتمالا .
يرى بعض الليبيين ,أن ما بعد ما تسمى ثورة الناتو بالنيابة عن الشعب, دخلت مرحلة الطحن , و من سقطوا بعد وقف إطلاق النار و سقوط قذوفة ,هم ضعف من سقطوا بقنابل الناتو .
معبر مساعد مصريا, و معبر رأس جدير تونسيا, أغلقا من طرف مارقين, و لم تجد هذه الحكومة الفاشلة  ,إلا  عبارات مثل مطالبة هؤلاء عدم التدخل في مشمولات الدولة !!!و لكن اين هي الدولة ?حتى نتحدث هكذا كلاما ,و مما زاد الطين بلة سياسة فرق تسد ,عندما تستنجد هذه الحكومة بفئة من الشعب ,مثلا في مصراطة ,كجماعة التكفير, تظهر بوضوح هدف الحملة و السقوط ,ليس لإسقاط القذافي ,لأنه إنصاع لهم طولا و عرضا قبل سقوطه .
مسكين من إعتقد في هكذا ثورات, و قدم صدره للتضحية مكان اللوردات, لوردات الحرب الأهلية .
مسكين من لا زال يثرثر, و يتغنى بالثورة ,و مكاسب الثورة ,يعتقد أنه بإستطاعته إستبلاهنا .
مسكين من يعتقد أن هذه المأساة, و تأخر الشعوب 50 سنة إلى الوراء ,ستعود على القضية الفلسطينية بالخير !!!  طيب ,هل هناك من يقدم لنا خطوة واحدة ,نحو هذه الرؤية ,تحققت بعد عام من الإنقلابات الملفوفة في باقة ثورة ربيع ?
إخوتى في العروبة و الإسلام ,نطالب برحيل هؤلاء عن ثغر بلداننا ,و قد تعقد الأمر الآن و الجريمة  مضاعفة .
أولا : لآنهم كذبوا على الشعب بعد السقوط, بوعود فضفاضة دون معرفة الملفات التى تنتظرهم.
ثانيا : أعطوا نموذجا سيئا عن كيفية الإطاحة بالديكتاتوريات , بقبولهم لعب ,دور سكين العسكر ,  الذي يحاول إخفاء بصماته,  فهم كمعظم معلقي آخر مقال , مهما كذب الأسد و خان العهود , و مهما تورط في مذابح يومية  ,سيجد أناسا ,يدافعون عنه , و عن ما يسمى  ثورة الربيع ,و يلتمسون الأعذار  ,بحجة الممانعة , تلك الأكذوبة الكبرى ,بينما شعوبنا تأخرت خمسة عقود للوراء,تضاعفت فيها أعداد العاطلين عن العمل
,مليون بتونس ; و كانت 400.000 ألف.
 8 ملايين  عاطل بمصر, و كانت أربعة ملايين .
  أربعمائة الف بليبيا ,بعدما كانت البطالة معدومة ,و نستورد اليد العاملة ,حتى من كوريا الشمالية و البنغلادش و السودان و مصر   لشعب لا يتعدى سكانه خمسة ملايين و نصف.
و هكذا تأكل الثورة أبنائها, و تطحنهم, و تعود بهم إلى الوراء ,هل هناك من يقول العكس ?
لم يبقى لي إلا مخاطبة قلبي على أنغام موسيقار الأجيال ...
أوعى يا قلبي  تكون حنيت  للي شكيت منو و بكيت ...
أعدكم أن لن أحن مستقبلا إلى ثورة ربيع, فقط أطلب, أن لا نحرم من عطفك يا ثورة .

و تصبحون على وطن آمن
إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق