الخميس، 18 أبريل 2013

لم نعد نفرق بين الإرهاب, و الجنون.


لم نعد نفرق بين الإرهاب,و الجنون

كتب : إبن الجنوب

                             لن احدثكم الليلة عن وفاة المرأة الحديدية  البارونة مارغريت تاتشر ,التى إعتقدت أنها تركت في وصيتها نسخة من إعلان مناقصة لمن يقدم أحسن تسعيرة لحملها إلى مثواها الأخيرحسب سياستها التقشفية, و قتلت مدنا باسرها و بلدانا  و محقت الالاف من الطبقة الشغيلة إستعملوا حقهم في الإضراب  دمرت مناجم الفحم دون غيجاد بديلا للوجوه السوداء الذين عاشوا كل مخاطر الإنفجارات  و لم تصدقوا  حجم الدمار ما لم تزوروا تلك المناطق و إذا بنا نشاهد دعاية سياسية مكلفة.,خيولا و أمراء, و طرقا مغلقة ,فعطلتنا عن شغلنا حتى و هي تنتقل إلى العالم الآخر حيث تنتظرها الشياطين.

و هكذا منذ الثامن من شهر الربيع كما يحلو لأيتام القذافى تسمية إحدى أشهر السنة  و هكذا أراحتنا البارونة من شرها و تركت اشرارا آخرين .

كمان لن أحدثكم عن الوزراء الذين طلعوا روح أبونا مع بعض المتزلفين من الإعلاميين ,بتلقيننا دروسا في التربية المدنية ,مثل عدم وضع الأوساخ في غير مكانها ,و عدم الضلوع في التهرب الضريبي ,و العملة الصعبة في مخازن سويسرا.عوض الذهاب إلى أم مشاكلنا .

                         مقالنا الأخير ,الحراميون ينامون في حضن النظام ؟أظهر أننا منقسمون  و بعمق فظيع حول مأساة سوريا,, فبين سياسة صبحى حديدي  ,صاحب القلم المهذب, الذي يظهر خلافه معنا حول سوريا  بصفة جلية ,و إنتهى بعرضه بعض اسطر  من  حديث المعلق و الكاتب السياسي الأمريكى  دانيال بايبس ,و لن اضيف ما وصفه به بأنه صهيونى و ليكودي, شعارات نلوكها من 60 عاما ,لم تتقدم بنا ,و نجد من بيننا أكثر  منه صهيونية و ليكودية  .

يطالب بايبس بالحيادية من الغرب تجاه سوريا  ,و يطالبه بالتدخل لمساندة النظام السوري .,بينما لم يخطئ الأسد في مقابلة الأمس , و التى لم يأتى فيها بالجديد ,سوى التلويح بالتهديد للأردن ,و أن المعارضة منقسمة ,و أنه يتقاسم مع الغرب تخوفه من القاعدة ,و أنه لن يترك الأردن في إرتياح بعد أن طلب من المريكان إعانة لوجستية ب 200 من أعوان المخابرات على كافة أنواعها .  ليس تخوفا من الخارج بقدر ما هو تخوفا من الداخل و هو ما أشرنا إليه  في مقالنا بتاريخ 25 تشرين الثانى تحت عنوان ...الأردن في عين العاصفة...

في الحقيقة تنبأ الجميع بما فيهم الرضيع في بطن أمه و   من يرفع الآن السلاح و القنابل  في سوريا ,إرضاء للإستعمار و الصهيونية, كما جاء في تعليق عمو زياد .بهكذا حالة.

و بين هذا و ذاك, رد علينا الإستاذ الكريم عبد الوهاب بدر خان ,باننا دخلنا مرحلة بداية النهاية و إيران تريد  تقليص أضرار السقوط !!!

ثلاثة أمثلة ,و لا أحد منهم يقترح البديل السلس ,التوافقى ,دون نصب المشانق, و كل منا يتعلق همه الآن فقط بإسقاط الدولة و ليس النظام, كما فعل بريمر بحله الجيش و الشرطة و البقية تعرفونها و إنعكاساتها.في العراق.

نحن نقترح بالمقابل التوقف عن إستنزاف الدولة, القبول بالدخول مباشرة في محادثات مع الدولة ,و ليس مع النظام ,و هذا لن يكون أصعب من محادثات كيسنجر مع الجنرال جياب حيث تم التوصل إلى حل عجزت عنه الآلة الحربية المريكانية ,كما عجزت في الجزائر, وبيان ديان فو.لا بد من الجلوس و المواجهة و هذا لن يهرب منه احدا مهما فعل بالنهاية ,و لكن بعد سقوط آلاف الضحايا .يأتى التبويس و المصافحة ,غريب العرب هل جبلوا على المعارك؟

  على المعارضة النزيهة في سوريا  إغتنام فرصة ضعف الأسد  للتقدم بالوجه الآخر لما يريده أحرار سوريا , قبل أن تحتل فلول المتأسلمين المواقع ,و عندئذ يكون سبق السيف العذل, و لا تنفع تحذيراتنا  المعارضة ,خاصة و نحن نعرف من يمول كل الحكاية .التى وصلت حد قطع رؤوس 10 ضباط على راسهم سهير عكرم ,و تم شواء رؤوسهم على مشواة , يا ساتر يا رب ,و أنتم تتفرجون يا معارضة , هيثم مناع ,و برهان غليون, و صبحى حديدى ,هذا ما تريدونه؟هاكم وصلتم إليه اليوم !  نعم تم الجز جزّا لرؤوس بشرية أسرى حرب .

نحن طالبنا بأن لا يكون الحل, إلا سوريا ,و ليس , بالطائرات تلقى حممها , التى لم تكن في الدور الذي من أجله تم شرائها , و قطع الطريق عن صناع العودة إلى العصر الحجري ,الذين جاءهم العون الأدبي, من شيوخ ,هرموا و ضاع تفكيرهم, بين الفصل في الفصل, بين الذكور و الإناث, و خلق العقدة النفسية التى من أجلها عملنا أكثر من نصف قرن, أؤلائك الذين تدخلوا في ما يمكن عرضه أم لا من الملابس النسائية  ,

لم يعد لدينا الوقت لمواصلة التقاتل ,أعداؤنا  من  المتأسلمين يغزون بلداننا ,و يستعمرون, أكثر و اقسى من إستعمار الصهاينة للأراضى المحتلة .

نحن في سباق مع الزمن, و على السوريين ترك أحقادهم,  بين بعضهم, و النزول إلى ميدان المباحثات, و المفاوضات المباشرة ,اليوم و ليس غدا  ,و إلا, ستنزل عليهم من وراء البحار, زمرة إرهابيين ,يكونوا عندئذ إخواننا في سوريا يترحمون على الأسد و نظامه رغم إجرامه ,كحال الليبيين و التوانسة و المصريين اليوم , فلا المرسي وضع وعوده حيز التطبيق تجاه العدو, و لا الليبيين إرتاحوا يوما واحدا منذ سقوط الدولة , أما التوانسة فقد سلط عليهم,رئيسا مؤقتا يبشر بإنتصاب المشانق لو سقط نظام الترويكا !!!و أمعن في الولاء للخارج ضاربا سيادة الدولة, متناسيا أنه لم يعد معارضا ,بل رئيسا ,فجلبوه إلى إستوديوهات صحفية ليستجوب, ثم هدد و توعد ,أنه  كل من يتطاول على بلد شقيق سيقع تتبعه قانونيا  ,تذكرنا بالمحاكمات السابقة ...تهمة الإساءة إلى دولة صديقة...يعنى وضع نفسه  في خانة,المحامي, فاصبح يمتطى صبحا و عشية .فرسا هوجاء

نحن الآن إخوتى في العروبة أمام حقيقة, أصدعنا بها منذ اليوم الأول لإنفجار الأوضاع بسوريا ,لم تبدأ منذ سنتين بل منذ 8 سنوات, بخروجها الذليل من لبنان ,و لم تستخلص الدروس ,  حتى وصل الأمر إلى عمر إبن الخطاب الذي أمر ببناء صمعة في درعا ,تزال من الخريطة ,عندما يقع تدميرها تعنى شيئا واحدا, النظام يستميت و إذن لا بد من فتح قنوات حتى لا تدمر سوريا .

لم نشاهد  إلى حد كتابة هذه الأسطر إلا ثورات كاذبة , حيدت أنظمتها إلى يوم القيامة ,للإستفراد بسوريا ,فتم إفراغها تلك البلدان من رجال الأعمال, تخفيض عملتها ,و محاصرتها في عدم توفر السيولة ,غلق المؤسسات ,تخفيض الترقيم السيادى ,و البلد الوحيد الذي وقف في وجه هذه المؤسسات ,هي الولايات المتحدة ,عندما تم تخفيضها عالميا ,و إعتذرت هذه المؤسسات   التى قالوا إنها المرصد  فإذا بها مترصدة بضعاف الحال.

كلنا الآن محاصرون و لم يبقى لنا إلا International monetary Fund   الذي ليس دوره ان يقرض, بل يتدخل لضمان القروض ,في غياب مصداقية تلك الدول و أرقامها المزورة في التنمية خاصة عندما يتنبؤون بزيادة في المحصول الزراعى و كأنهم يتحكمون في الأمطار  و يفرض شروطه القاسية ,فهل هناك عاقلا سمع إنه طلب قرضا  بنكيا و فرض شروطه على البنك .يعنى إيه تلك التصريحات التى ينفون فيها اي شروط.

غدا الجزء الثانى

تصبحون على وطن آمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق