الأحد، 14 أبريل 2013

آل ثاني يمتطون آل ثالث؟


آل ثانى يمتطون آل ثالث؟

كتب : إبن الجنوب

                             لن احدثكم الليلة عن وفاة المرآة الحديدية مارغريت تاتشر ,التى إعتقدت أنها تركت في وصيتها نسخة من إعلان مناقصة لمن يقدم أحسن تسعيرة لحملها إلى مثواها الأخيرحسب سياستها التقشفية,و لن أحدثكم كمان عن الوزراء الذين طلعوا روح أبونا مع بعض المتزلفين من الإعلاميين ,بتلقيننا دروسا في التربية المدنية ,مثل عدم وضع الأوساخ في غير مكانها ,و عدم الضلوع في التهرب الضريبي ,و العملة الصعبة في مخازن سويسرا.

                         مقالنا الأخير ,الحراميون ينامون في حضن النظام ؟أظهر أننا منقسمون  و بعمق فظيع حول مأساة سوريا,, فبين سياسة صبحى حديدي  ,صاحب القلم المهذب, الذي يظهر خلافه معنا حول سوريا  ,و إنتهى بعرضه بعض اسطر  من  حديث المعلق و الكاتب السياسي الأمريكى  دانيال بايبس ,و لن اضيف ما وصفه به بأنه صهيونى و ليكودي, شعارات نلوكها من 60 عاما ,لم تتقدم بنا ,و نجد من بيننا أكثر  منه صهيونية و ليكودية  .يطالب بايبس بالحيادية من الغرب تجاه سوريا  و يطالبه بالتدخل لمساندة النظام السوري .

في الحقيقة تنبأ الجميع بما فيهم الرضيع في بطن أمه و   من يرفع الآن السلاح و القنابل  في سوريا إرضاء للإستعمار و الصهيونية العربيتان, كما جاء في تعليق عمو زياد .

و بين هذا و ذاك, رد علينا الإستاذ الكريم عبد الوهاب بدر خان ,باننا دخلنا مرحلة بداية النهاية و إيران تريد  تقليص أضرار السقوط !!!

ثلاثة أمثلة ,و لا أحد منهم يقترح البديل, السلس ,التوافقى ,دون نصب المشانق, و كل منا يتعلق همه الآن فقط بإسقاط الدولة و ليس النظام, كما فعل بريمر بحله الجيش الشرطة و البقية تعرفونها و إنعكاساتها.

نحن نقترح بالمقابل التوقف عن إستنزاف الدولة, القبول بالدخول مباشرة في محادثات مع الدولة ,و ليس مع النظام ,و هذا لن يكون أصعب من محادثات كيسنجر مع الجنرال جياب و تم التوصل إلى حل عجزت عنه الآلة الحربية المريكانية كما عجزت في الجزائر وبيان ديان فو.

  إغتنام فرصة ضعف الأسد  للتقدم بالوجه الآخر لما يريده أحرار سوريا , قبل أن تحتل فلول المتأسلمين المواقع ,و عندئذ يكون سبق السيف العذل ,خاصة و نحن نعرف من يمول كل الحكاية .التى وصلت حد قطع رؤوس 10 ضباط على راسهم سهير عكرم ,و تم شواء رؤوسهم على مشواة , يا ساتر يا رب ,و أنتم تتفرجون يا معارضة ,و يا هيثم مناع ,و برهان غليون, و صبحى حديدى ,هذا ما تريدونه؟هاكم وصلتم إليه اليوم !  نعم تم الجز جزّا لرؤوس بشرية أسرى حرب .

نحن طالبنا بأن لا يكون الحل, تركيا ,قطريا ,أو بالطائرات, التى لم تكن في الدور الذي من أجله تم شرائها , و قطع الطريق عن صناع العودة إلى العصر الحجري ,الذين جاءهم العون الأدبي, من شيوخ ,هرموا و ضاع تفكيرهم, بين الفصل في الفصل, بين الذكور و الإناث, و خلق العقدة النفسية التى من أجلها عملنا أكثر من نصف قرن, أؤلائك الذين منعوا عرض ملابس النساء الداخلية ,بينما هم يبقون فاتحين أفواههم ,يلحسون واجهات المغازات بأوروبا .

لم يعد لدينا الوقت لمواصلة التقاتل ,أعداؤنا  من  المتأسلمين يغزون بلداننا ,و يستعمرون, أكثر و اقسى من إستعمار الصهاينة للأراضى المحتلة .

نحن في سباق مع الزمن, و على السوريين ترك أحقادهم,  بين بعضهم, و النزول إلى ميدان المباحثات, و المفاوضات المباشرة ,اليوم و ليس غدا  ,و إلا, ستنزل عليهم من وراء البحار, زمرة إرهابيين ,يكونوا عندئذ إخواننا في سوريا يترحمون على الأسد و نظامه رغم إجرامه ,كحال الليبيين و التوانسة و المصريين اليوم , فلا المرسي وضع وعوده حيز التطبيق تجاه العدو, و لا الليبيين إرتاحوا يوما واحدا منذ سقوط الدولة , أما التوانسة فقد سلط عليهم أمير قطر و الشيخة موزة ,رئيسا مؤقتا يبشر بإنتصاب المشانق لو سقط نظام الترويكا !!!و أمعن في الولاء لقطر ضاربا سيادة الدولة, متناسيا أنه لم يعد معارضا ,بل رئيسا ,فجلبوه إلى إستوديوهات الجزيرة ليستجوب, ثم هدد و توعد ,أنه  كل من يتطاول على قطر سيقع تتبعه قانونيا  ,تذكرنا بالمحاكمات السابقة ...تهمة الإسادة إلى دولة صديقة...يعنى وضع نفسه  في خانة آل ثالث ,محاميا عن آل ثانى, فاصبح يمتطى صبحا و عشية .

نحن الآن إخوتى في العروبة أمام حقيقة, أصدعنا بها منذ اليوم الأول لإنفجار الأوضاع بسوريا ,لم تبدأ منذ سنتين بل منذ 8 سنوات, بخروجها الذليل من لبنان ,و لم تستخلص الدروس ,  حتى وصل الأمر إلى عمر إبن الخطاب الذي أمر ببناء صمعة في درعا تزال من الخريطة ,عندما يقع تدميرها تعنى شيئا واحدا, النظام يستميت و إذن لا بد من فتح قنوات حتى لا تدمر سوريا .

لم نشاهد  إلى حد كتابة هذه الأسطر إلا ثورات كاذبة , حيدت أنظمتها إلى يوم القيامة ,للإستفراد بسوريا ,فتم إفراغها تلك البلدان من رجال الأعمال, تخفيض عملتها ,و محاصرتها في عدم توفر السيولة ,غلق المؤسسات ,تخفيض الترقيم السيادى ,و البلد الوحيد الذي وقف في وجه هذه المؤسسات ,هي الولايات المتحدة ,عندما تم تخفيضها عالميا ,و إعتذرت هذه المؤسسات   التى قالوا إنها المرصد  فإذا بها مترصدة بضعاف الحال.

كلنا الآن محاصرون و لم يبقى لنا إلا International monetary Fund   الذي ليس دوره ان يقرض, بل يتدخل لضمان القروض ,في غياب مصداقية تلك الدول و أرقامها المزورة في التنمية خاصة عندما يتنبؤون بزيادة في المحصول الزراعى و كأنهم يتحكمون في الأمطار  و يفرض شروطه القاسية ,فهل هناك عاقلا سمع إنه طلب قرضا  بنكيا و فرض شروطه على البنك .يعنى إيه تلك التصريحات االتى ينفون فيها اي شروط.

كذلك هي الدول من سوريا إلى ليبيا ,إن لم تسقط بشروط هذه المنظمات ,و إغراقها ,لتكون تحت الراية المريكانية ,تصبح غلاء المعيشة عنصرا آخر يستغل في مواصلة إلهاب الوضع الإجتماعى ,إذا واصلت  الأنظمة تهورها تجاه القوى الإستعمارية ,تصبح الناتو  عندئذ *الكي الأخير كما حصل لصدام و القذافي .فهل سمعتم مرة المياه تمر على عطشان.

هذا الركن الأخير في زعزعة الأنظمة لن يكون في سوريا مهما نبح لوران فابيوس, حياته السياسية فشلا يتلو فشلا ,بالكاد تسمع أن هناك ديبلوماسية فرنسية ,و لكن سمعنا أن وزرائها ,أحدهم وزير المالية ,متهم بالتهرب الضريبي و فتح حساب لذالك بسويسرا .

,إن الدويلة المزعومة يمكن أن تهتز و تشتعل إذا تم تفعيل المرحلة الثالثة في سياسة الفوضى الخلاقة ,فإذن حدد الوضع ,لن يحل بالتدخل الخارجي, بل بإسقاط النظام ,و النظام حدد خياراته إسقاط الدولة, و تفتبت البلد فيصعب إدارته على الخلف ,و يصبح بشار من السلف ؟وإنعكاساته الخطيرة على الجوار القريب و البعيد .

سقط العديد من الأنظمة سابقا ,و لم تسقط الدولة ,ليبيا مع السنوسي 1969,إسبانيا مع فرانكو ,1974  كمان البرتغال نيسان 1974 مع خليفة  سالازار  غايتانو,تونس مع أبورقيبة 1987 ,مصر 2011,و لكن في كل هذه البلدان لم تسقط الدولة واصل المواطنون قضاء أمورهم .الإدارية  و هذا لن يكون إذا سقطت الدولة و مؤسساتها .

إلا أن هناك من يريد إمتطاء السوريين, بقيادة الدويلة قطر, التى تزعمت الملاكمين العرب, و هم يتنازعون على إقتسام الكعكة السلطوية ,التى رمت بها  سياسة الفوضى الخلاقة,سياسة شيطانية  أتت أكلهاتقضى بان الجياد المترهلة التى جلبوها ,بحرا و برا ,من أوكارها ,حيث كانت تتمتع بلجوء نائم ,على وزن خلايا نائمة  ,لم تشارك في إنتفاضة ,و لم تخدش ,و لم تستنشق الغاز المسيل لدموع الشعوب .

هذه الفوضى كنا نعيشها تحت ما يسمى س .س. السعودية و سوريا , وهي ماركة مسجلة لنبيه برى ,غابت السين الأخرى, و اصبح الأمر أمرا, بمقتضاه ذهب للتزكية, تمام سلام رئيس حكومتنا ,و نال التبريك في الأراضي المقدسة ,صحتين على قلبك يا سلام ,و الله أحسن من أن نزكى من الدويلة قطر, تصبح شبه دولة تدرب ,تهيج ,تمون ,تمنح اسلحة لقلب أنظمة  ,هذا خطأ إستراتيجى سعودي ,و لكن إتركونى ,اقول لكم ما خصنى به ديبلوماسي غربي ,لأنى ابتعد عن شبه الديبلوماسيين العرب ,لأن كل من هب و دب اصبح ديبلوماسي ,كهذا الذي في منصب سفير بليبيا, لدولة من دول ,سميت بدول الربيع, و ماضيه أنه كان يرسل كتائبه للمحاربة بالعراق لإسقاط صدام ,و الآن يقوم بإرسالهم إلى سوريا ,و قبلها أرسل العديد إلى ليبيا .

ما قاله لي الديبلوماسي الغربي, وجدته معقولا , و لماذا يا إبن الجنوب لا تضع قطر ,في عداد الضحايا و المبتزة مريكانيا ,و عليها دفع ثمن الخيانة من الإبن للأب ,و هو نوع من العقوق ,دفعته إليه شيخته …

و جدته كلاما معقولا, خاصة و قد باح به المدير السابق للتلفزة العراقية ايام صدام, و فر إلى لندن ,و كتبه على صحيفته  الزمان الممولة من الأب القطري المعزول, و لم يعد من اصدقائي, لأنى شاهدت بام العين دبابات الإنقليز توزعها ببغداد.

هناك تساؤلا مفاده ,لماذا قطر و عصابة الناتو  , تركوا السلاح الذي أسقطوا به القذافى على عين المكان , و هذا يدل على سوء نية.

 وجدناه  هذا السلاح بمالي و الجنوب التونسي !!! أليس هناك برنامجا يستهدف الجزائر ?خاصة و أن الأسلحة التى إستعملت في عين أميناس مأتاها قطر بما تحمله أرقامها .

تراجعات الدور السعودي أطلقت لسان المرزوقى ,مما   جعل الرئيس التونسي المؤقت يقولها صراحة ,أنه سفير لقطر, و ليس رئيس جمهورية التوانسة ,أن كل من يتطاول على قطر  سنقاضيه ,و إذا تطاولت قطر على التوانسة ماذا نفعل بها يا مرزوقي؟ يبدو أن المرزوقى لا يعرف معنى كلمة التطاول  عندما ينطق بها , قراءتها  لنا ,تعنى رفض حمل مباخر قصير القامة السياسية , من شاويش حاملى المباخر ,يجهل أن الطلبة القطريين و"يا بختهم  ، يدرسون التاريخ في ثلاثة أسطر، و الجغرافيا في شارعين وحارة"...

هذه الحالات التى ينبغى مداواتها هي التى سمحت بان يمتطى آل ثاني آل ثالث.

و تصبحون على وطن آمن

إبن الجنوب

www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق