الجمعة، 19 أبريل 2013

لم نعد نفرق بين الإرهاب و الجنون2/2


لم نعد نفرق بين الإرهاب و الجنون 2/2

 

كتب إبن الجنوب

                         بعد أن حللنا بالأمس ,أن لا أحد تعلم من دروس سياسات الماضى  ,و قد غابت عنا تلك الوجوه التى عذبتنا, نافقتنا ,و إعتقدنا ,أن  الذين عوضوهم يريدون  فك القيود من رقابنا و معاصمنا من زعماء العالم الغربي, يمينا و يسارا, أو حتى من رفاق تشى, الذين حولوا بلدانهم إلى شعوب تتسول الصناديق, فصارت الحرامية تنام في حضن النظام ,تقوم بالتشفي من سجان الأمس, الذي لم يظلمهم, فافعالهم  اليوم تشاهدونها,تسخير شبابنا للقتال في سوريا , هؤلاء هم  مقاتلوا  الغد لزعزعة بلدانهم عند رجوعهم سواء من الشيشان سوريا أو العراق بعقدة نفسية تجد مبتغاها في التقاتل  الذي تدربوا فيه على ترسيخ مشروع ظلامي, عملنا على القطع معه  ,مثل  تلك  التى لن أكف عن ترديدها  ,خلقت عقدا نفسية  في تلامذتنا ; و إحساسا بتفريقهم من أصدقاء المقاعد الدراسية التى لم تصل إلى الجامعات و هو عين التناقض,بفصل الذكور عن الإناث في مدارسنا و  ,هم الذين تربوا على الإختلاط لا العزل , فوصل بنا الأمر ليس إلى التقاتل فقط ,بلاصبحنا   من أجل مقابلة رياضية, أو خلاف مع عميد جامعة ,يحرق العلم الوطنى !!! الذي من أجله سقط أبناؤنا  ,و نكون قد برعنا في مقاولات الهدم عوض البناء أو ترميم و تحسين الموجود ,و لكن هذا لا يهم إلا اصحاب  الفكر الذي يؤمن بالوطن فوق الكل ,خلاف حاملي سياسات وقتية مرتهنة .

الدول  التى  لم تسقط بفعل إشعال الفتن من سوريا إلى ليبيا ,و لم تسقط بمشروع هذه المنظمات الظلامية ,  و الصناديق النقدية  ,و إغراقها في الديون  ,لتكون تحت الراية المريكانيةعندما تحرق رايات الوطن  ,تصبح غلاء المعيشة عنصرا آخر يستغل في مواصلة إلهاب الوضع الإجتماعى بالإرهابيين العاطلين ,الذين رجعوا من سوريا, أو يستغلون وضع الجار لتزوير طلباتهم ,كما حصل بالأمس  في الأردن ,إذا واصلت  الأنظمة المزمع إسقاطها رغم كل مراحل  التدمير  , الصمود , يعد هذا تهورا   تجاه القوى الإستعمارية ,فتصبح الناتو  عندئذ الكي الأخير ,كما حصل لصدام و القذافي .فهل سمعتم مرة المياه تمر على عطشان.

هذا الركن الأخير في زعزعة الأنظمة ,لن يكون ممكنا  في سوريا ,مهما نبح الإشتراكي لوران فابيوس, حياته السياسية فشلا يتلو فشلا ,بالكاد تسمع أن هناك ديبلوماسية فرنسية ,و لكن سمعنا أن وزرائها ,أحدهم وزير المالية ,متهم بالتهرب الضريبي و فتح حساب لذلك  بسويسرا ,و أنكر  أمام البرلمان ,أمام ممثلي الأمة .و هذا ما اقصد به في صدر المقال حين تحدثت عن النفاق أو تلقيننا  دروس التربية المدنية من هؤلاء.

,إن الدويلة المزعومة يمكن أن تهتز و تشتعل إذا تم تفعيل المرحلة الثالثة التى أتينا على شرحها في سياسة الفوضى الخلاقة, أي التدخل , و هذا لن يقع في سوريا  و الدليل أن المريكان  نأووا بأنفسهم إلى اليوم بالإعتراف  بحكومة المعارضة, و هكذا تتواصل اللعبة المزدوجة, إنكار و نأي بالنفس عن النصرة ,فإذن حدد الوضع غربيا ,لن يحل بالتدخل الخارجي, بل بإسقاط النظام ,و النظام  بدوره حدد خياراته إسقاط الدولة, و تفتبت البلد فيصعب إدارته على الخلف الظلامى,و يصبح بشار من السلف ! ؟وإنعكاساته الخطيرة على الجوار القريب و البعيد .

سقط العديد من الأنظمة سابقا ,و لم تسقط الدولة ,ليبيا مع السنوسي 1969,إسبانيا مع فرانكو ,1974  كمان البرتغال نيسان 1974 مع خليفة  سالازار  غايتانو, تونس مع أبورقيبة 1987 ,مصر 2011,و لكن في كل هذه البلدان لم تسقط الدولة واصل المواطنون قضاء أمورهم .الإدارية , و هذا لن يكون إذا سقطت الدولةالسورية ,  و مؤسساتها .و هي مقدمة لأخطر مما لو كان السد يواصل إجرامه فحتى الإجرام لنا فيه خيارات.

إلا أن هناك من يريد إمتطاء السوريين, بقيادة  من تزعموا الملاكمين العرب, و هم يتنازعون على إقتسام الكعكة  ليس السلطوية لأنه لن تكون هناك سلطة بل تقاسم فتات بلد ,التى رمت به  سياسة الفوضى الخلاقة,في أتون سياسة شيطانية  أتت أكلها ,تقضى بان الجياد المترهلة التى جلبوها ,بحرا و برا ,من أوكارها ,حيث كانت تتمتع بلجوء نائم ,على وزن خلايا نائمة  ,لم تشارك في إنتفاضة ,و لم تخدش ,و لم تستنشق الغاز المسيل لدموع الشعوب .هي الحاكمة بأمرها اليوم طمعا و جشعا في حين الشعب يعيش تحت خط الفقر .

ماذا تقولون حول نائبة رئيس مجلس الدستوري للتوانسة  جلبت من الخارج تتقاضى 15000يورو شهريا بالعملة الصعبة  ,و نوابا يتقاضون 1100 يوروا في حين شعبهم من عملة الحضائر يتقاضى شهريا 100 دولار أو 75 يورو !!!

 

هذه الفوضى ;و التفاوت الوحشى , تعيشه شعوبنا  تارة تحت ما يسمى هيبة الدولة , وهي ماركة مسجلة عربيا  , من سوريا إلى ليبيا  ,لم تستفيقا من صدمتهما  بعد, و لم تتمكنا من رفع بصمات المجرمين بكل وضوح ,الذين شبعوا سوريا و ليبيا  مواد تفجيرية مشبعة حقدا و كراهية , و اصبح الأمرمنتشرا في دولنا  , بمقتضاها نذهب للتزكية خارجيا و ليس من الشعب , تمام سلام رئيس حكومتنا , نال التبريك في الأراضي المقدسة ,صحتين على قلبك يا سلام ,و الله أحسن من أن نزكى من أقزام المنطقة , فتصبح شبه دولة تدرب ,تهيج ,تمون ,تمنح اسلحة لقلب أنظمة  ,لماذا هذا الخطأ إلإستراتيجى السعودي ,؟و لكن إتركونى ,اقول لكم ما خصنى به ديبلوماسي غربي ,لأنى ابتعد عن شبه الديبلوماسيين العرب , كل من هب و دب اصبح ديبلوماسي عندنا  ,كهذا الذي  عين في منصب سفير التوانسة  بليبيا, دولة من دول ,سميت بدول الربيع, ماضيه أنه كان يرسل كتائبه للمحاربة بالعراق لإسقاط صدام ,و الآن يقوم بإرسالهم إلى سوريا ,و قبلها أرسل العديد إلى ليبيا لمقاتلة معمر القذافي.

ما قاله لي الديبلوماسي الغربي, وجدته معقولا , و لماذا يا إبن الجنوب لا تضع  الدول التي تساهم بإسقاط الدولة السورية ,في عداد الضحايا و المبتزة مريكانيا ,و عليها دفع ثمن تسوغ السلطة  المحلية من حاميها ,أعوانها في حضنه لبضعة سنوات  ,و هو نوع من,مواصلة تدفق الدماء في الشرايين لمواصلة الحياة إصطناعيا  حتى ينتقل النظام إلى الرفيق الأعلى بقدرتهم و ليس بقدرة الرب ثم يأتون بغيره …

و جدته كلاما معقولا, و لكن يلاقيه كلام بشار للإخبارية السورية..بأن الأيادى الحمراء ستعود إلى منشاها لترتد عليه ,فهل أحداث بوسطن و شباب شيشانى تم غسل دماغهم ليس نفس سياسة النصرة؟ إحدى دول الجوار  تلقت 3 مليارات دولار   من الشيطان المريكاني لتسهل عبور المرتزقة إلى سوريا ,و رفضته للفلسطينيين, لم ترفض بفعلتها هذه تثخين الجروح ,خاصة و هي تمر بازمة إقتصادية خانقة, و لم تخفيه, بل ارسلت مدير مخابراتها إلى سوريا معتذرة !!! أنها مرغمة !!! و على الجار مراقبة حدوده,  و هي نفس تسهيلات قدمها رئيس حكومة التوانسة زعيم نداء تونس المترهل الثمانيني الباجي قائد السبسي   لمجموعة معارضة ليبية و الناتو ; ثم تسليم لا جئ سياسي من حكومة النهضة  لا يختلف عن أفعال النميرى و القذافي.و نجد المعارضة و الحكم المتأسلم في نفس السلة خدما و أذرعةلغيرهم.

هناك تساؤلا مفاده ,لماذا عصابة الناتو  , تركت السلاح الذي أسقطوا به القذافى على عين المكان ألم يكن بإمكانها جمعه؟ , أم هذا يدل على سوء نية.ربما تستحقه لاحقا.و هو ما حصل بالفعل.

 وجدنا  هذا السلاح بمالي و الجنوب التونسي !!! أليس هناك برنامجا يستهدف الجزائر ?خاصة و أن الأسلحة التى إستعملت في العملية الإرهابية  في عين أميناس مأتاها مريكانى بما تحمله أرقامها .

تراجعات الدور السعودي أطلقت  سياسة  الإنقسام  الخليجي السياسية , ،  و بقى لنا تاريخ في ثلاثة أسطر، و جغرافيا في شارعين وحارة"...

هذه الحالات التى ينبغى مداواتها هي التى سمحت لمايكل فلين مدير إستخبارات جيش المريكان .للتصريح  في شهادته أما م مجلس الشيوخ...لخص وضعنا جيدا في سوريا.... النظام غير قادر على هزم المعارضة و لا أحد قادر على توحيد المعارضة....و هذا ما يريده خصوم سوريا, إستنزاف  ,إرهاب ,فجنون, ثم تعود إلى منشأها و هكذا دواليك, حتى تقبر القضية الفلسطينية ,و هي تنتقل  باحد رؤوسها ,من بلد إلى آخر ,لا شئ يفسر ما يحصل ببلداننا إلا هدفا واحدا ,شطب شعب فلسطين  بكامله . ; و لم نعد نفرق بين الإرهاب, الجنون ,و المقاومة.

ألم تلاحظوا كيف أن القضية الفلسطينية باسراها و أنفاقها و إستقالاتها اصبحت بالكاد نجد خبرا عنها بالصحف العالمية , لتتفرد بها سوريا العراق ليبيا و هم في نفس خانة الإرهاب الدولي ضد الشعوب

اللهم إجعلها خيرا و إرفق بشعوبنا

و تصبحون على وطن آمن

إبن الجنوب

www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق