الأحد، 20 مايو 2012

ما هكذا, يكون الوداع الأخير, لوردة العرب


ماهكذا ,يكون الوداع الأخير, لوردة العرب.
كتب إبن الجنوب,

                      لا يمكن أن لا نودع  أميرة الطرب العربي , و نكون من بين الاسماء الخفية التى لا تفش عن الأضواء في يوم حزين,جمعتنا وردة ,حيث فشل رجال السياسة  ,لا يمكن أن لا نكون ضمن الآلاف , برد الوداع بأحسن منه  ,لمن ساهمت بصمت, في أواخر الخمسينات و أوائل  الستينات في دعم و تمويل الثورة الجزائرية ,أميرتنا الراحلة, طالبت و هي في آخر رمقات حياتها, قبل أن تنتقل روحها إلى رب العزة ...خذونى و إدفنوني بالجزائر  ...و لكن سماء الجزائر بالأمس كانت حزينة, غطتها تلك الغيوم ,غيوم الموت .
ودعت الفنانة الكبيرة القلب ,النيل  الذي تفتح عليه نوافذها كل صباح , في شارع يحمل إسما لانحبذه ,شارع آل سعود !!!و يا حبذا لو يستبدل بشارع وردة الجزائرية ,وليصبح بيتها متحفا .
من منا لا يتذكر  إغنيتها ,لنصر اكتوبر  ,و الذى خذلنا فيه السئ الذكر السادات ...حلوة بلادى ,السمرا بلادي ...كيف لهذا الصوت أن يموت  وهي لم تنذرنا  إلا بأغنية...بودعك..., و كأنها شعرب بقرب المنية ,و الآن سيبقى صوتها يأتينا من بعد السموات ...وحشتونى... يتردد على مسامعنا .
الجزائر التى أعطتنا ,كتابا ,شعراء ,روائيين ,و لا أذكر إلا على سبيل المثال, لا الحصر ,بوجدرة ,مفدى زكرياء ,و إحلام مستغانمى أطال الله في عمرها, و قد إختارت  الإقامة وطنها الثانى, بيروت و الجبل لتبدع.
رحلت عنا التى نافست الجيل الجديد , و لم تعبأ بالذين بهذلوها في مهرجان قرطاج ,و لا حتى بهانى شاكر, لأنها من طينة العمالقة,  بل ردت عليهم بكل شجاعة في برنامج تلفزيونى..هذا أنا...نعم أنا شخت و كبرت....  على وزن لقد هرمنا....قالتها بكل شجاعة ,أريد الموت على الخشبة ,و هي تذكرنا بمطرب الخضراء ,علي الرياحى, وتذكرنا بأن الدنيا مقادير , كما غناها طلال مداح بكلمات محمد العبد الله الفيصل ...
مقادير يا قلبي العنا….
مقادير و آش ذنبى أنا….
نظرة حنين و أحلى سنين
عشناها يا قلبي الحزين
مقادير...مقادير....
نعم هذا هو القدر الذى إختطف منا صاحبة العيون السود, و تلك هي المقادير التى تنتظر كل منا .
نعم ,نعترف ,أننا كإعلاميين ,جرحنا الكثير  ,و نعترف أن الكل من هؤلاء ,معظمهم متفقون ,أن لا صداقات مع رجال الأوساط الإعلامية ,نعم خيرنا خسارة أصدقاءنا, على خسارة ضمائرنا , تركنا التطبيل و التزمير لغيرنا ,و لم نتأخر  عندما إنتقدنا  المرحومة وردة ,لأنها سياسيا لم تكن مؤطرة بما فيه الكفاية , و نحن في مأتم فرضه علينا السادات ,بأن يقترن إسمها في DUO دويتو   مع إبن بلدها الصهيونى  إنريكو ماسياس ,ترحيبا بما يسمى السلام الساداتى ,و لم نكن إلى جانبها أيضا عندما غنت أمام ديكتاتورا كقذوفة.
المطربة التى عصرت النجوم لأجل بلادى, و أترعت كأسى بشعر ,ترتيله كالصلاة , و تسابيحه من حنايا بلد المليون شهيد .لم أستطع كبت دموعى في نفس اللحظة التى تورى فيها الثرى إتصل بصورة شحن جثمانها الطاهر .
لم أتالم لعدم حضور لطيفة ,و لطفى الرباعى ,الشاب خالد أو الشاب مامي , بقدر ما تألمت من عدم حمل جثمان أميرة الطرب العربي ,على أكتاف عشاقها  بميناء القاهرة الجوي , و تم شحنه كصندوق خضار , بينما وجدنا من نزل العسكر و السلفيون ,لحملهم على الأكتاف في مواكب جنائزية ;  من الذين لم يقدموا لأمة العرب إلا الخيانات.
هل هكذا تكرمون وردة العرب  أيها المصريون من عسكر ومتأسلمين ؟ وردة التى  التى متعتنا  بأحلى الطرب  في أحلى الكلمات و التوزيع الموسيقى .
لقد حان الوقت  للشعب المصري  أن يقول لهم  الإربعاء و الخميس القادمين ما يختلج بين ضلوعه في صناديق الإقتراع  من  ,  وحي,أبيات لنزار قبانى ...
أسألكم الرحيل لخير هذا الحب
أسألك الرحيل لنفترق أحبابا ...
و لا تتراجعوا في اوقات ضعفكم لترددوا ...
إبقى معى..إبقى معي...إذا أنا سألتك الرحيل
و من أجل هذه الصورة الغير مشرفة لمصر و للفن العربى, و المهينة للجزائر, لن نتراجع عن طلبنا ,لهؤلاء  بالرحيل ,جماعة الغرور, السفالة ,و السفه, و النكران, لمطربتنا, أميرة الطرب العربي.
تصبحو ن على وطن آمن
إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق