الجمعة، 8 يونيو 2012

سام على كل الصحافيين يا غسان.

سلم على كل الصحافيين  يا غسان.
كتب إبن الجنوب,

                    لم  أبرمج كتابة مقال هذا المساء ,أن النفس إذا كلت عمت , و خيرت الخلود إلى الراحة , و لكن تجرى الرياح و الأقدار بما لا تشتهى السفن , ووجدت نفسي أكتب هذه المقالة الوداعية  ,بعد رحيل عميدنا غسان توينى , صاحب صيحة ديك النهار, رغم أنى لست من مؤيديه سياسيا تماما , و إبتعد كل البعد عن خطه التحريري ,و لكن علينا أن نعترف بكفاءة الرجل , لكي يبقى عملاق الصحافة اللبنانية ,معلمنا في تألق الكلمة و الأسلوب  ,أعرف عنه أنه مثل رئيس تحرير صحيفتكم دنيا الوطن, يقول دائما ,أكتبوا, لا تخافوا, نددوا بالفساد مهما كان مصدره,  عليكم إيصال كلمة من لا صوت لهم. من الغلابة و المساكين..
هذا الرجل خاب ظنه من المريكان بكير , عندما خيروا بقاء الغرباء على أرض لبنان, جاهد كثيرا, رغم حضوره المكثف,  سواء في ملتقى المصالحة بجنيف , و أذكر واقعة  خاصة, لم أكن أعرف إنى إجتزت الحدود إلى جنيف  بسيارتى قادما من باريس ,لا شئ يشير إلى متاريس رملية ,و لا بدلات مرقطة ,و كلاشنيكوف تشهر في وجهك, و إذن لم أصرح بكاميرا للتصوير و أجهزة للبث ,يعنى حدود صورية, و سالته شوهاالبلد مفتوح لكل من هب و دب? فقال لا يا إبنى ,إنهم يبنون وحدتهم مراحل مراحل ,و بلجيكا و هولاندا تشعرك أنك بهولاندا الأبقار و الطواحين ,…إن شاء الله نعيش و نرى بلداننا هكذا .
 ثم  ذهب إلى لوزان  تشرين الأول و الثانى 1983  و آذار 1984.
قرأت له كتاب
** Peace Keeping Lebanon 1979
 السلام يحرس لبنان
Une Guerre pour les autres**
 حرب من أجل الآخرين 1985
ثم الكتاب الصرخة,
,Laissez vivre mon peuple 1984**
إتركوا شعبي يعيش
الفقيد كان يردد دائما علينا إن نجد منتصرون دون منتصر.
فشل الفقيد في مناصبه الوزارية و النيابية و الديبلوماسية ,و نجح أيما نجاحا في الصحافة , و هو بروزه الأهم .
عميد الأحزان, اثقل قلبه بالاحزان الخاصة و العامة ,من مآسي هذا الوطن إلى العائلة .
اليوم ننكس القلم حزنا و إكبارا , على الذي نحترم رايه و لا نوافقه عليه , كما لا نوافق, و نحن في مأتم عزاء على البهذلة التى لحقت سفير سوريا , لا أحد إستقبله, و لا قام من كرسييه لتحيته كبقية المعزين ,لا أكثر و لا اقل, لا أنتقد عائلة توينى بقدر ما إنتقد عائلة المرحوم محمد على حمادة ,بركنيها على  ومروان اللذان  خلطا السياسة بموت  صحافي كبير ,ما كان يرضى بهكذا تشفي, كان ينادى  يوم جنازة إبنه ,من أجل عدم هذا السقوط في ثقافة الثار .
أمام الموت لا نكابر, و لا نحقد , و لكن ننحى إجلالا للقدر المحتوم .
نأمل أن تتواصل سياسة, كرامة, حرية,ديمقراطية, ريادة, و علمانية ,التى كان ينادي بها الفقيد ,و سلم على كل الصحافيين يا غسان .

تصبحون على وطن آمن
إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق